الأحد، 11 مايو 2014

زيارتي لكلية الأسياح

هذا العام أُفتتحت كلية العلوم والآداب في محافظة الأسياح ومنذ إفتتاحها
ولا حديث لأهالي المحافظة إلا عن الكلية ويغلب على حديثهم التوظيف بها...
واللافت في الأمر أن هذا الحديث يتم تناقله كلاً على طريقته غافلين عن أن من الكذب أن يتحدث الإنسان بكل ما سمع...!
من أجل ِ ذلك قررّت الذهاب إلى الكلية محمّلاً بكثير من التساؤلات لعلي أجد لها إجابة
وللحق لم أكن متفائلاً بأن أجد ما يشبع فضول الأسئلة...!
وصلت إلى المبنى الكبير للكلية والذي هو عبارة عن مبنى إستأجرته من الجمعية الخيرية بالأسياح.
لا يوجد على المبنى ما يعرّف بهوّيته فلا لوحة ولا إشارة تقول أنه مبنى الكلية...!
توجهت للجهة الشمالية من المبنى على الشارع الرئيسي ولم أجد إلا بوابة إكتشفت من طريقة تصميمها أنها خاصة بدخول النساء...! فأستدرت إلى الجهة الجنوبية من المبنى على الشارع الداخلي الذي لا زال العمل به جارياً لسفلتته ، وأيضاً لا شيء يدلني إلى طريقي . كان هناك بوابة من وقوف الباصات حولها عرفت أنها مدخل للطالبات وفي ركن المبنى الكبير كان هناك ملحق صغير له باب على الخارج فتوقفت عنده . تصادف دخولي إليه خروج أحدهم وسألته : هل هذا مكتب عميد الكلية ؟! قال : نعم ، ولكنه غير موجود اليوم . وكيله  موجود . ترددت بالدخول إليه لمعرفتي بثقافة كثير من مسؤولينا المركزية ، إلا أني قلت لنفسي : محاولة ولن أخسر شيئاً طالما حضرت.
دخلت المبنى أو الملحق الصغير... ضِيق المكان وعدم رحابته ، أشعراني بأن مهمتي لن تكون سهلة...! سألت أحد الموظفين عن الوكيل وأني أريد  مقابلته . قال أنتظر معه مكالمة . بعد نهاية المكالمة القصيرة ناداني الوكيل بأن أدخل.. دخلت وتفأجأت بصغر مساحة الغرفة.. كانت  أشبه بمكتب صادر ووارد ولم أتعوّد أن أرى مكتب وكيل عميد ودكتور بهذه المساحة...!
إستقبلني وكيل عميد الكلية الدكتور أحمد التويجري إستقبالاً جعل من المكان الضيق مكاناً أرحب من فضاء وللحق لم أنتظر تفاعلاً...!
أولاً : لأنه لم يكن العميد.. وثانياً : لأن كثير من مسؤولينا هنا ممن زرت لم أخرج بفائدة من زيارته من أكبر مسؤول حتى أصغر مسؤول...! بعد الترحيب سألني عن حاجتي..
قلت له : أنا مواطن وأتيت من أجل موضوع عام، ولأن الكلية هي حديث أهالي الأسياح أتيت إليكم ناقلاً تساؤلاتهم متمنياً أن أجد إجابات لها  فاجأني بترحيبه وأنه على أتم إستعداد للإجابة على كل التساؤلات وكأن العميد هو من سيجيب...!
وبشرني بداية ًبصدور الموافقة على إنشاء مبنى جديد خاص بالكلية وأن العمل به سيبدأ في الفترة القريبة القادمة وستكون أرض المشروع في عين بن فهيد الواقعة بعد آخر محطة في الطريق إلى بريدة .ومن ضمن بشارته عن المبنى الجديد ذكر أنهم سيعملون لفتح قسم لطلاب الأسياح في الكلية ويبدو أن هذا الموضوع بحاجة لدعم أهالي الأسياح حتى يتحقق على أرض الواقع وقريباً...!
تحدّث الوكيل عن الصعوبات التي واجهتهم في بداية عمل الكلية من حيث التجهيز وتأهيئة الكلية أمام الطالبات وأن ضيق الوقت أحرجهم وكان كل حرصهم على إنتظام الدراسة في الكلية دون تأخير ودون إضرار بالجدول الدراسي لجميع الأقسام حتى أن ذلك كان على حساب متابعة بعض الطلبات في تجهيز المبنى من ضمنها لوحات لمبنى والذي تم مخاطبة العلاقات العامة في الجامعة من أجل تجهيزها ولم تتوفر حتى هذه اللحظة...!
 وذكر الوكيل أن بالكلية ثلاثة أقسام هي : رياضيات ، فيزياء ولغة إنجليزية وسيتم إفتتاح قسم للحاسب الآلي  في العام الدراسي القادم .
وعلى سؤالي عن صغر مساحة مكاتب الإدارة أجاب أن هذا المبنى خاص بمكاتب الدائرة التلفزيونية وأستخدمته الإدارة لأن الحاجة لم تستدعي إستخدام دوائر تلفزيونية لأن جميع طاقم التدريس من النساء وكذلك حتى لا تكون مكاتب الإدارة على حساب المبنى الخاص بالطالبات !
إستأذنته في طرح أسئلتي التي أتيت من أجلها خصوصاً وأنها كانت مثار جدل بين أهالي المحافظة وحديثهم عن محسوبية وواسطة في تعيين العاملين في الكلية من أكاديميين وإداريين من الجنسين وأنه ليس لأهالي الأسياح نصيب من هذه الوظائف رغم أن الكلية في محافظتهم ؟! وقبل أن يجيب على هذا التساؤل تحدث عن ترحيبه بكل نقد وأستعداده لمواجهة كل أحد يرى أن التعيين في الكلية تم بهذه الطريقة وأصّر أن التعيين تم بالآلية المعمول بها في الجامعة وتحدّى أن يثبت أحد أن كلامه غير صحيح !!
تحدث الوكيل أنه يوجد 7 أستاذات يحملن شهادات دكتوراه وماجستير وجميعهن متعاقدات من مصر والأردن لشغل هذه الوظائف ! ويوجد عدد 11 معيدة سعودية يحملن شهادة البكالوريس منهن  6 رسميات و5 متعاونات . وعن سؤال لماذا تم التعاقد مع أجنبيات ؟!
أجاب أن هذه مشكلة واجهتهم حين التعيين حيث لم يتوفر سعوديات يحملن شهادات عليا ( دكتوراه / ماجستير ) لتعيينهن في الكلية ولا حتى من بنات المحافظة !  مما أضطرهم للتعاقد مع غير سعوديات.. وقال ( على يدّك ) أأتي لي بسعودية وسأعمل على تعيينها مباشرة ً !
وعن تعيينات المعيدات السعوديات الرسميات وعن عدم وجود معيدات من الأسياح قال أن ذلك تم عن طريق الجامعة وأن المعينات كن على قائمة الإنتظار عند الجامعة ولأنه لا يتوفر في هذه القائمة أحد من الأسياح لم يشملهن هذا التعيين وذكر أن الكلية بصدد الإعلان عن وظائف معيدات كما هي العادة في بداية الفصل الدراسي وستستقبل طلبات التعيين الجديدة علماً أنه يوجد ملفات سابقة سينظر لها مع الطلبات الجديدة بعد الإعلان وستدرس هذه الطلبات بآلية محددة تعتمد على الكفاءة وستخضع لنظام لجنة المعيدين والمحاضرين والتي ستبت في أمر هذه الطلبات. وذكر أن قبول المعيدات المتعاونات في الكلية تكون الأولوية لخريجات المحافظة ويتم ذلك بألية محددة تعتمد على الكفاءة وتاريخ شهادتها نافياً أن يكون للمحسوبية والواسطة دور في هذه التعيين وهو على أتم إستعداد لمواجهة من يثبت عكس ذلك !!
 وعلى سؤال عن طريقة تعيين الإداريين والإداريات في الكلية ، أجاب أن هناك إداريين رسميين ومتعاقدين.أما الرسميين فتم تعيينهم عن طريق الجامعة بالطريقة النظامية المعمول بها في ديوان الخدمة المدنية وأن عدد منهم منقول من الجامعة بترقية أو تكليف أما بالنسبة للمتعاقدين فتم عمل إختبار لهم وبناءاً عليه تم تعيينهم والكلية بصدد تعيين إداريين وإداريات جدد نظراً لحاجتها
وسيكون ذلك عن طريق التسجيل في موقع الجامعة.
وعلى سؤال هل هناك موظفات محسوبات على موظفين داخل الكلية ؟!! أجاب على إستحياءٍ بنعم وأن ذلك ربما لا يتعدى موظفتين وبرر ذلك لضرورة التواصل مع القسم النسائي وما نواجه من حرج في التعامل معه !!! ونفي وجود موظفات يرتبطن بقرابة يعملن في الكلية وأنه تم تعيينهن بالواسطة وقال ربما أنهم يتحدثون عن موظفات أمن لسنا قريبات بشكل مباشر بل ينتمين لعائلة أو قبيلة واحدة وهذا أمر طبيعي في محافظة تضم عوائل كبيرة !
وعن قضية تدريس أستاذة الفيزياء لمادة الإنجليزي برّر ذلك بتأخر وصول أستاذة الأنجليزي المتعاقد معها وأنهم أضطروا لهذا خوفاً من تضرر الطالبات بعدم تدريس المادة وكان أختيار أستاذة الفيزياء لكفاءتها  بتدريس هذه المادة !!! والآن أنتهت هذه المشكلة قبل إجازة عيد الأضحى بوصول أستاذة الإنجليزي الجديدة والآن الدراسة مستمرة بالقسم على الوجه المطلوب.
و تحدّث الوكيل عن صعوبة واجهتهم وهي عدم وجود وكيلة للكلية ( منسقة للطالبات ) رسمية خلال الفترة الماضية وقال أن هذه المشكلة إنتهت وسيتم تعيين وكيلة.
من زيارتي للكلية لفت إنتباهي عدم توفّر هاتف ثابت في الكلية حتى هذه اللحظة رغم حاجتها الملحة ورغم طلبها ما يدل على أن خدمات شركة الإتصالات  STC في المحافظة في تدني...! حتى أن الوكيل قال بسبب هذه المشكلة إضطرت الكلية لتكليف أحد الموظفين بالتواجد في مقر الجامعة بالمليداء لرصد درجات الطالبات يومين في الأسبوع...!
  حديثنا تشعب حول الكلية وما تحتاجه وما تعانيه وأتفقنا أنه لن يخدم الكلية ويعمل على تطويرها إلا إجتماع أهالي المحافظة ورحب الوكيل بأسمه وبأسم العميد بكل ملاحظة أو نقد يخدم الكلية وأن قلوبهم مفتوحة قبل مكاتبهم لكل رأي أو أقتراح أو ملاحظة وتحدث أنهم يجتهدون ولن يتحقق كل ما يأملون به بل يعملون بما يتوفر لهم من إمكانيات  وذكرّته أنهم يتولون المهمة الأساسية والصعبة وهي وضع اللبنة الأساسية لهذه الكلية وهي مرحلة التأسيس...
للحق تفاءلت بحديثي مع الوكيل حول الكلية وهمومها وخرجت بإنطباع طيب عن الجهود المبذولة في الكلية وقد تحدث بثقة وقال أنه نقل الواقع كما هو. وبعد هذا الموضوع ما أأمله من منسوبات الكلية خصوصاً الطالبات أن ينقلن ملاحظاتهن حول هذا الحوار حتى ننقلها لمسؤولي الكلية من أجل الصالح العام خصوصاً وأنه رّحب بكل نقد أو ملاحظة بها . أشكر للوكيل أريحيّته في الحوار ورغبته في إستقبال كل نقد ..
                       وفق الله الجميع ..
                                                 
     فهد عبدالرحمن العوض ــ الأسياح      
              الثلاثاء ـ 1433/12/28      
            تويتر : fahadalawadh@                                                       

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق