الأحد، 11 مايو 2014

الدين المعاملة





عند إشارة مجمع المحاكم الخماسية ببريدةكنت أنتظر إخضرار لون إشارة مسارنا...وكالعادة كان الزحام والفوضى يلفّان المكانورغم قلة لحظات الإنتظار الا أن الإستعجال الغير مبرر هو ما يميزنافي هذه اللحظات...!قدر أحد الأجانب عطّل سيارته بعد أن أضاءت إشارة مساره للون الأخضر..وأسقط في يده وعلى أصوات ( البواري ) نزل وصاحبه ليدفعا السيارة لركنها جانباً...ولأن المسافة طويلة حتى يصل الى الطرف الآخر كان وضعه محرجاً في ظل توالي المسارات وإستعجال سالكيها ، إنطلق أحدهم اليه بعد أن ركن سيارته جانباً لمساعدته وساعدهما على دفعها ويبدو أن الاجنبي لا يعرف أن ( ينتع ) السيارة ، طلب منه أن يترك له مكان السائق ويساعد زميله في دفع السيارة وبعد محاولات إشتغلت السيارة وأنزاح هم صاحبها ..صاحبنا وهو ينطلق لمساعدة صاحب السيارة كانت روحه مفعمة بالعطاء هذا ما قالته إبتسامته التي نشرها في المكان...مر من عندي مزهواً بعمله وأشرت له شاكراً صنيعه متمنياً أني كنت مكانه إلا أن روح المبادرةكان لها السبق في هذا الموقف...!مضيت في طريقي غارقاً في هواجيسي على أنغام موسيقى حتى تجاوزت إشارة ميدان الفروسية متوجهاً الى الأسياح..على جانب الطريق كان هناك من يشير لي بالتوقف من شكله يبدو أنه ( مطوع )...تجاوزته لأني شعرت أن توقفي عنده سيحرمني ما أحبه وليس من المقبول أن أجبره على سماع شيء لا يحبه !مبادرة صاحبنا صاحب الروح المفعمة بالعطاء كان لها رأي آخر خصوصاً وأني لازلت أعيش أجواءها وجعلتني أتوقف وأرجع لهذا الرجل ..لم يشعر الا وأنا أتوقف عنده لأنه كان منشغلاً بإيقاف القادمين..رحبت به وكان أسيوياً يبدو أنه من بنجلاديش ويبدو من هيئته أنه ينتمي لجماعة التبليغ والتي تنتشر في تلك الدولة وقلت له إركب...!قال أنه يريد ( قبه ) ..أسقط في يدي ...!وقلت لنفسي طوال مشواري لن أستمع لما أحب...؟!ولأن الخير لابد له من ضريبة حتى تناله سأدفع هذه الضريبة بكل رحابة صدر ...فكرت أن أمازحه...قلت له : أنا أستمع لموسيقى وأعتقد أنك لن تمانع في ذلك...؟! وإن ما نعت أنت، أنا لا أستطيع أن أحرم نفسي !قال : وأنا لا ارغب في ذلك حتى لو لم أذهب لوجهتي معك !قلت : رغم حاجتك الا أنك كنت صادق ..ومن حقك عليّ أن أوصلك لو أردت حتى بنجلاديش... :)وأنطلقنا...بعد حوالي عشرة كيلو مترات تجاوزتنا سيارة تبين أنها أحد معارفه من بني جنسيته ويريد ( قبه ) وأشرنا له بالتوقف ليذهب معه ...!وحقق الله لنا ما أردنا دون أن يحرج أحدنا الآخر...!وأيقنت أن الدين المعاملة...! وكيف تكون نيتك يرزقك الله...؟!
فهد عبدالرحمن العوض  الأسياح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق