يا محافظنا..ألم يحن الوقت لفتح دفاتر الجمعيات الخيرية...؟!

قال : أوقفني وبعد السلام طلبني مائة ريال .

ولأني أعرفه ! سألته : وماذا تريد بها ؟!

قال : أريد أن أشتري دجاجاً لأهلي فنحن لا نملك شيئاً منذ فترة !

ولأني أعرفه ! لم أصدّقه وقلت أتصل على أهلك أريد أن أسالهم !

إتصل على أمه وكلمتها وسألتها ، قالت لم نذق طعم الدجاج منذ أيام ولا يوجد عندنا حتى طماط ! ولأني أعرفه ! قلت له : لن أعطيك نقوداً وذهبت الى البقالة وأحضرت لهم ما ينقصهم !

تذكّرت هذه الحادثة التي رواها لي صديق يصف فيها حالة أسرة موجودة بيننا وبمخطط العين بعد أن حضرت حفل المتفوقين الذي أقامه مكتب التربية والتعليم بمحافظة الاسياح وكان الراعي الفضي للحفل هي الجمعية الخيرية بعين بن فهيد !!!

المادة الثانية من لائحة تنظيم الجمعيات الخيرية تقول :

( أن الجمعيات الخيرية تهدف إلى تقديم الخدمات الاجتماعية – نقداً أو عيناً- والخدمات التعليمية ، أو الثقافية ، أو الصحية مما له علاقة بالخدمات الإنسانية دون أن يكون هدفها الحصول على الربح المادي ، ويحدد النِظام الأساسي

للجمعية أهدافها. ويحظر على الجمعية تجاوز أهدافها المحددة ، أو الدخول في مضاربات مالية ).

حين ذكرت لزميل كان حاضراً للحفل تحفظي على رعاية الجمعية الخيرية بعين بن فهيد للحفل وقلت له أني بصدد الكتابة عن هذا الموضوع قال لي : أن هناك بند يجيز الدعم والمشاركة الإجتماعية ! ويبدو أنه أساء فهم طبيعة المشاركة الإجتماعية والتي يفترض أن تقوم بها الجمعية الخيرية !

طبيعة المشاركة الإجتماعية والتي يجب أن تقوم بها الجمعية تشمل الرعاية والتنمية الإجتماعية كأن تنفذ برامج تعليمية وتدرب وتأهل أفراد أسر ترعاها الجمعية وتنفذ برامج رعاية صحية وبرامج عديدة أخرى ليس منها بالقطع

أن تدعم مؤوسسة حكومية غنية لإقامة حفل أقل ما يقال عنه أنه ليس بتلك الاهمية

فيما لو لم يقم ! وفي وقت هي أحوج ما تكون لأن تُدعم لا أن تَدعم...!

كان من الممكن تجاوز هذا الدعم لو كان القصد منه رعاية بعض الطلبة المتفوقين والذين تقتضي أحوالهم دعم الجمعية لهم وليت الجمعية وهي ترعى الحفل كراعي فضي قدمت هدايا مميزة بدلاً عن الدروع التي قدمت للمتفوقين والتي تجاوزها الزمن وأصبحت لا تشكل أهمية للمحتفى بهم !

لم نرى أو نسمع أن الجمعيات الخيرية هنا قامت بتنفيذ برامج إجتماعية كأن تدعم على سبيل المثال برامج الاسر المنتجة والتي تقام بالمهرجانات أو تدعم أفراد أسر ترعاهم ليكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم لتساعدهم في تجاوز ظروفهم أو ترعى مرضى تقتضي ظروفهم متابعة الجمعية مثل أن توفر سيارة في مستشفى الاسياح لبعض مرضى الفشل الكلوي والذين إطلعت على حاجتهم في توفير سيارة لنقلهم من وإلى مركز الغسيل في المستشفى !

وأخشى أن ما قامت به الجمعية حين دعمت حفل المتفوقين تغطية لتقصيرها في هذا الجانب على إفتراض إعتقادها أنها تقوم ببرامج إجتماعية إن لم يكن دعمها لهدف آخر !!

كنت سأشكر مسؤولي الجمعية رعايتهم تلك لو أن جهودهم أغنت تلك المرأة في مخطط العين عن سؤالها من أجل دجاجة...!!!

الحفل حضره محافظ الاسياح وكنت أعتقد وهو يتصفح كتيّب الحفل أن موضوع رعاية الجمعية الخيرية للحفل سيلفت إنتباهه مثل ما لفت إنتباه الكثيرين وأنه بحكم مسؤوليته سيناقش هذا الأمر مع المعنيين ولكن يبدو أن الأمر مر مرور الكرام...!

من أجل هذا أطلب منه فتح دفاتر الجمعيات الخيرية ومعرفة كيف يتصرف مسؤوليها بهذا الخير ؟!!

               

         فهد عبد الرحمن العوض

                    الأسياح