الأحد، 11 مايو 2014

( ثيّلي وثيّل ) البلدية...!



في منزلي مساحة أرض لا تتجاوز 120 م2
ولأن الماء والوجه الحسن متوفران فيه ، فلا بد من خضرة ٍ حتى تكتمل معادلة متعة الحياة..
قررت تحويل هذه المساحة الى بساط أخضر محاطاً بالاشجار وزينته بورود ٍ وزهور موسمية..
كانت هذه المساحة حلة جميلة ..

أي عمل مهما كان خارقاً ومميزاً
ليس من المستحيل تحقيقه ...!
الصعوبة تكمن في المحافظة على هذا التميز...
وهذا ما أعانيه..

زرعت هذه المساحة بـ ( ثيّل )
إضافة ً الى أنه يحتاج عناية وصيانة مستمرة حتى تستمر نظارته
فلا بد من إغراقه بالماء..
إستخدام الماء بشكل مكثف صنع لي مشاكل أخرى ..
وإستمرار ريّه بهذه الطريقة سيضاعف هذه المشاكل
السور بدأ بالتشققات لأن قواعده تأثرت من الماء وربما قاد الى تضرره إن لم يكن إنهياره ..
ما يعانيه السور إيضاً يعانيه بلاط الحوش والذي تأثر هو أيضاً ..
ما حول بيتي بدأ يتحول الى أرض صبخة مما قادني الى دفنه بتربة من النفود ..
ورغم ما يوفره هذا المكان من راحة نفسية الا أنه أصبح عبئاً بسلبياته التي ذكرت ويزيد عليها هدر الماء خصوصاً وأن إستهلاكه
أصبح مدفوع الثمن وإهدارنا له بهذه الطريقة هو أيضاً إعتداء على حقوق الاجيال القادمة...!
هذه السلبيات أيضاً قادتني الى التخلص من الاشجار التي كان وجودها سبباً آخر لبعض المتاعب ...
بعد كل هذا قررت مكرهاً بخطتي الخمسية القادمة أن أنهي هذا الوضع بتبليط الحوش وكفاني الله شر القتال ..
هذا بالنسبة لثيّلي ..

أما بالنسبة لثيّل البلدية فلي وجهة نظر حوله ..
البلدية قامت وتقوم بجهد كبير في هذا الميدان ، فمن منتزة السد الى المنتزهات الجديدة التي بدأت بإنشاءها في مراكز المحافظة الى بعض الميادين ، كل ذلك حولته الى مسطحات جميلة وهي الان في طور العمل لإكتمال كل هذه المشاريع ..
ملاحظتي الوحيدة وهي الغرض من هذا الموضوع هي مشروعها الكبير التي تقوم بتنفيده حالياً على جانبي طريق عين بن فهيد/بريدة..
كما قلت ليس أمراً صعباً أن تنجزه بتميز ، الإشكالية والصعوبة هي إستمرار هذا التميز..
من وجهة نظري ـ والتي تحتمل الخطأ ـ أن مشروع زراعة الثيل في هذا الموقع كبير وكبير جداً ، وأتوقع أن نتيجته التي سيؤول اليها لا تتوازى مع ما صرف عليه من مال ولا ما بذل عليه وسيبذل من جهد كبير ...!
هذا المشروع وبهذه الصورة وعلى المدى القريب لا أملك الا أن أعلن تحفظي عليه..
البلدية هي أول من سيعاني ، ليس من زراعته وأنما في ما ستبذله من جهد لصيانته والعناية به ، لأن هذه الزيادة لاتتناسب مع تملكه من إمكانيات بشرية محدودة وبالتالي سيكون كمها على حساب كيفها ، نحن بلد صحراوي ، الماء فيه يعتبر ثروة يجب المحافظة عليه ولا تستنزف بهذه الطريقة .
الخضرة عنصر أساسي للصحة والجمال ولكن ليس بوحدها يكون ذلك ، فالافكار كثيرة وبناءاً على أمكانياتك وظروفك تعمل ، وليس شرطاً أن نحقق عندنا ما نشاهده مثلاً في دولة أوروبية من طبيعة فظروفها البيئية وثروتها المائية لا تتوفر في صحرائنا .
أمام البلدية ومسيّريها الكثير من الافكار فمثلاً لماذا لا تفكر بإفكار تجميلية أخرى كأن تبلط أو ترصف هذه المساحات وتكتفي بزراعة مساحات محدودة إضافة لزراعة الاشجار .
وطالما نفذت البلدية هذا المشروع فأتمنى أن تكتفي بما أنجزته وتجرب وتبدع أفكاراً أخرى في الجزء المتبقي وإن كانت ماضية ً في نيتها فاتمنى أن ترجىء ما تبقى الى مرحلة قادمة لان الموقع كبير وهو أقل أهمية من مواقع أخرى زرعتها البلدية وتخطط لزراعة أخرى ، والتي سيكون هذا المشروع على حسابها .
فأولوية أن تزرع المتنزهات القائمة أولى من أن تزرع هذا الموقع...

من قدر الله علينا
أن جعلنا في بيئة صحراوية ...
يعني عسانا ما نبلش بماء نشربه ...!
ورغم ذلك هناك من يعترض على هذا القدر ويريد أن يحول بيئتنا الى إستوائية
بكثرة زراعة المسطحات الخضراء ، وإستنزاف الثروة المائية بريها ...!
المساحات الخضراء التي نراها في كثير من الدول ..
هي طبيعية ويسقيها الله بمطره ..
ولا يمكن تحقيقها هنا لأن الله أرادها هكذا ...
ويجب أن نرضى بهذا القدر ونكتفي بزراعة مساحات محدودة لا تستهلك مياهنا وتتناسب مع أجوائنا ...!
قبل فترة مررت ببعض مدن الشمال ولفت إنتباهي المساحات الكبيرة المزروعة ، ورغم إستنزافها للكثير من المياة
الا أنها لم تظهر بما يتناسب مع ما تستنزفه من ماء ...!
ثقافة المساحات الخضراء ( الثيل ) والتي بدأت تنتشر بطريقة لا تتناسب وبيئتنا بحاجة لإعادة نظر ويجب أن نبتكر أفكاراً جمالية تتناسب وظروفن

أتمنى الا يكون ثيلكم مثل ثيلي..
لأنه لو كان ، لكانت الخسارة أعظم ..
لأن خسارة مواطن ليست كخسارة بلد ...!

فهد عبدالرحمن العوض  
 الأسياح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق