الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

وطننا في ذكرى ميلاده...!



وطننا في ذكرى ميلاده...!

أصبح الوطن ...بقدر ما نأخذ منه...
  لا بقدر ما نعطيه ...!

لذا مضت أكثر من خمسة وسبعين سنة وذكرى اليوم
الوطني تمر دون أن نشعر حتى أن هناك وطن...!
ويبدو أن صاحب فكرة إجازة اليوم الوطني إكتشف هذه الحقيقة...!
وآتى بهذه الفكرة محاولاً تغيير هذا الواقع ساعده غياب المرشد الروحي القوي
الذي كان يحارب أن يكون لوطننا يوماً لنتذّكر قيمته حتى نحافظ عليها...!
بعد هذه النقلة الكبيرة بدأنا ننتظر 23 سبتمبر حتى أننا نسينا تاريخنا الهجري ...!
وحتى من كان ينافح أنه لا يوجد الا عيدين ، أصبح ينتظر العيد الثالث
لأنه " عطلة " ..

" الوطن " ... " أرض "...
" والأرض " لن تعطيك الا بقدر ما تعطيها ...!
ولأننا لا نعطيها قلّ عطائها...!
 حتى الخير الذي يأتي من باطنها
سيأتي يوماً وينضب...!
ولابد أن نتغيّر ...!

إثنان وثمانون عام .. عمر إنسان ...!
وبمقاييس أعمار الدول يعتبر شاباً ...!
بدأت أشعر أن هذا الشاب بدت روحه تشيخ ...!
ولكي تبقى هذه الروح شابة وثّابة  لا بد أن نعمل على أن نبعثه روحاً جديدة
فالمرحلة القادمة لابد لها من عطاء ٍ مختلف يتناسب وحجم التغيير القادم...!

أن تحب وطنك في " يوم ميلاده " ..
لا يكون بعلم ٍ ترفعه...!
أو رقصةٍ ترقصها...!
أو شارع ٍتغلقه..!

تحب وطنك .. حين تقف إحتراماً لإشارة المرور الحمراء ...!
تحب وطنك .. حين تلتزم بدورك ولا تبحث عن من يساعدك على تجاوزه...!
تحب وطنك .. حين تحافظ على نظافة أي مكان تذهب اليه...!


ذكرى " يوم الوطن " .. فرصة لنا لإعادة تقييم عطاءنا ...!
" يوم الوطن " ... فرصة لمسيّريّه أن يتذكّروا بعض أناس هذا الوطن في يوم ميلاده...!
" يوم الوطن " ... فرصة لمنتهزيه ومن يعتقدون أنه مجرد " جبنة " أن يرعووا عن غيهم ...!

حتى ونحن ننسب لهم فهو لنا ...!
ومهما تعددنا قبلياً ومذهبياً ..
هي ارضنا ويجب أن تسع الجميع ...!
هذه الفكرة هي التي يجب أن تترسخ في أذهان الجميع حتى يكون وطننا وطناً سويّا ...!
وذكرى يوم ميلاد وطننا... هي الفرصة المناسبة لترويجها خصوصاً في أذهان الاجيال الجديدة...!
ولأنه لا يوجد كمال مطلق ..
فيجب أن نتكيّف مع شيءٍ من واقعنا ونتنازل على الا نخسر وطننا وإستقراره ووحدته...!

أما " عبدالعزيز " فلو جعلنا له هذا اليوم عيداً آخر للنحر لما أوفيناه حقه ...!
كل ما على من إستلم الرأية أن يحافظ على هذا المجد بإعادة صياغة نظامه كي يستمر...!
ويجب أن يعمل على أن تكون " الثالثة " ثابتة لأنها لو سقطت لن تعود كسابقتيها...!!
  وأن تضحي بشيء أفضل من أن تخسر كل شيء...!
وأنت تبادر بالتغيير... أنت تتصرف بذكاء ومسؤولية...!

الوطن .. أنت ...!
كيف تكون أنت ...؟!
يكون الوطن ...!

حافظوا على وطنكم..
      وأعملوا من أجله...




                                       فهد عبد الرحمن العوض ــ الأسياح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق