الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

متى " يسوقن " ...؟!





سؤالي لا يعني أنها رغبة أنتظرها بقدر ماهو أمرٌ تأخر...!
لأني أعلم أن القيادة قادمة ..
ربما فقط لم تحن الفرصة لإقرارها ...!
لذا تساءلت .. متى يسوقن ؟!

أمر إقراره من الدولة لا ينتظر رغبتي... مثل ما أمر عدم إقراره ليس تلبية لرغبتك ...!
يكفي أن الرجل الداعم للتيار المحافظ في البلد لم يمانع ورمى الكرة في مرمى المجتمع وأنه
هو من يقرر هذا الشأن ...!
بمعنى أن الدولة لن تمانع حين يطلب المجتمع ذلك ...!
قيادة المرأة مثلها مثل السينما ..
هي أوراق بسيطة تلعب بها الدولة حتى ينشغل المجتمع عن ماهو أعظم شأناً من هذه التفاهات ...!
أيام أزمة الخليج ...
في عز إنعدام وعينا السياسي والحقوقي ..!
من كان يتوقع أن بضعة نسوة يقدن السيارات ويسيّرنَ مسيرة للمطالبة بالسماح لهن بالقيادة ؟!
لولا أن ذلك تم بدعم ومباركة الدولة حتى ينشغل الناس عن أمر ٍ أكبر ..
وهو ما حدث ونجحت الدولة فيه ومررت قراراً أشد وطأة ً وقَبـِله الناس مقابل أن تمنع هذا الامر البسيط ...!

التيار الصحوي بعد أن كان مستمتعاً بممارسة نشاطاته بكل حرية في كل مناشط الحياة
الا أنه بفعل طموحات بعض رموزه الغير مدروسة بدأت تضيق مساحات الحرية عليه لممارسة نشاطاته وبدأت الدولة
تقص أجنحة هذا التيار المتنامي في البلد وتحد من نشاطاته ، هذا الاجراء من الدولة ربما أنعكس سلبياً على شرعية الدولة في نظر هؤلاء
من أجل ذلك بدأت الدولة تلعب تارة بورقة قيادة المرأة وتارة بورقة السينما ، لعبها هذا كان في صالح ذلك التيار وهو ثمن أقل مقابل هدفاً أكبر تبحث عنه ..!


لو أرادت الدولة أن تقر شيئاً لأقرته دون أن تنتظر أحداً ..
وما حكاية الملك فيصل وأهل بريدة حول تعليم البنات بغائبة عنا..
أكثر من 800 رجل ذهبوا اليه لطلب العدول عن قرار تعليم البنات الا أنه رفض مقابلتهم وقال من لايريد أن يعّلم إبنته فليمنعها عن المدارس..
وهو ماتم والان لا تأخذ لا حق ولا باطل معهم فيما يتعلق بتعليم البنات...!
مثلها مثل السينما ..
البلد يعج بالفضائيات صالحها وطالحها ولم يحرك ذلك شيئاً عند بعض القوم مثل ما حركه أمر السينما ..
ورغم ذلك حققت الدولة رغبتهم بمنعها رغم توفرها بشكل أخر عند الكثير ليس آخرهم أنا ، وكل ذلك كما ذكرت ثمن أقل مقابل هدفاً أكبر...!
إذاً القضية لاتتتعدى أن تكون ورقة تستخدم لإدارة الصراع بدهاء من أجل إشغال المجتمع بأمور هامشية عن أمور مصيرية...!


تكتيك آخر في فن إدارة الصراع نراه هذه الايام..
هل تعتقد أن جمال خاشقجي بلغ حداً من الشجاعة والجرأة تسمح له بأن ينتقد عضو من هيئة كبار العلماء ومقرب من الملك بهذه اللغة الحادة لولا أنه ورقة تستخدم في اللعبة مقابل ما يفعله الطرف الاخر في اللعبة حين يستخدم ورقة التيار الاخر سليمان الدويش لإطلاق لسانه بلغة شوارعية تتجاوز الخطوط الحمراء ..؟!

الدولة حين أقرت المجالس البلدية بنظامها وصلاحياته الناقصة وبطريقة الانتخاب ، الم تقصد أن تفشل هذه التجربة التي فرضها الواقع قصرياً عليها ؟!
بدهاء من يديرها أرسلت رسالة لمن فرض عليها هذه التجربة بأننا لا ننفع لمثل هذا ساعدها في ذلك سذاجتنا والا كيف نرشح طالب علم كالشيخ عبدالله السويلم
لمجلس يعنى بالخدمات البلدية...؟!
أخلص الى أن هناك من أشغلنا بأمور هامشية لا تقدم بل تؤخر ..
وفي النهاية ليتنا نبدأ عند ما انتهى عنده الاخرون ، بل نبدأ بالسير على خطى من سبقنا متأخرين بسنوات ضوئية عنهم...!
بإعتقادي قيادة المرأة للسيارة أمر خاص لا يستحق كل هذه الجلبة والنزاع ..
من تريد أن تسوق فلتسق .. ومن لا تريد لن يجبرها أحد ...!
القرار قادم كما قلت ويجب أن نستعد له ..
وقبل أن يُقر يجب أن يسبقه قانون صارم لمن يتجاوز ويسيء لهذا القرار...
أمارة دبي أقرت قانون صارماً لمعاقبة من يقبض عليه معاكساً للنساء أحد هذه العقوبات نشر صورته في الصحف..
هذه العقوبة حدت من هذه التجاوزات ..
مثلها عندنا لابد من قانون يحفظ للناس حقوقها...!
لأنه من غير المعقول أن تسمح لإمرأة بأن تدير مستقبل نصف البلد ولا تسمح لها أن تذهب وهي تقود سيارتها الى وزارة التربية والتعليم للبنات رغم أنها تحمل رخصة دولية للقيادة ومثلها كثير من قيادات البلد...!
من الظلم أن تسمح لمراهق أن يتحكم بمصير مربية أجيال حين تريد أن تقضي مشواراً خاصاً بها ...!

المطالبون بقيادة المرأة يزدادون .. وسيزدادون أكثر بعد وصول آخر فوج من المبتعثين للخارج...!
ولأن مطالبتهم واقعية ولا تمس أمراً من أمور الدين ..
فهل ستنجح الدولة بمقاومة هذا التيار الاخر المتصاعد أم تظل متماسكة وممسكة بالعصا من المنتصف كما هي عادتها ..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق