الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

ليلتكم ( ليلة 27 ) كيف كانت...؟!




ليلتكم ( ليلة 27 ) كيف كانت...؟!


أعترف ونحن في هذا الشهر الفضيل أني لم أشعر بروحانيته رغم ممارسة بعض شعائره وهي ممارسات لا أرى لها أثراً سوى أنها مجرد طقوس تتم بطريقة روتينية لا روح فيها !! مما حدّ من حضوري لقيام الليل في المسجد في هذا الشهر وأجزم أن هذا أمر تتحمله نفسي قبل الشيطان وأعترف أني فشلت في إجبارها على أن تمارس دوراً تمثيلياً لا تتقنه ! وأنا على قناعة تامة على أن أي عمل مهما كان عظيماً في شكله ولا ترى له أثراً يكشف صدق عامله وينعكس على سلوكه وروحه فهو جدير بأن يتوقف ويعاد تقييمه ليكون له أثراً إيجابياً!

" بيتوتيٌّ " أنا وهذا الشهر لم أغادر بيتي الا مرات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وللحظات لا تطول.. ولإلتزام عائلي أعتبره مقدساً لا أستجيب لدعوات إفطار معتادة في هذا الشهر. وأن أقود سيارتي في مشاوير قصيرة أمر يضايقني فكيف بالمشاوير الطويلة؟! ـ وأحلم بسائق خاص يقود سيارتي الا أنه ترف لن أعيشه ـ لذا إعتذرت عن دعوات صديق بمحافظة أخرى ليست قريبة من أول رمضان وهو يلّح عليّ مشاركته فطوره.
أمس .. حوالي الساعة السابعة صباحاً
إستقبل جوالي الرسالة التالية :
" اليوم أنتظرك تفطر معي .. تكفى قل تم .. ترى خلص رمضان "
ودون أن أشعر أجبته :
" تم "

لم يخطر ببالي أن أوافق للأسباب التي ذكرتها ورغم إعتذاري طوال الفترة الماضية إلا أن ذهبت رغم قلة ساعات نومي ونيتي أن أفطر عند صديقي وأعود بعد أن أصلي العشاء..
ونحن نستعد للذهاب لصلاة العشاء ، سألني : هل ستصلي التراويح ؟!
وحياءاً أجبته : ربما ركعة واحدة وأعتذرت بطول مشوار رجوعي والحقيقة أن لنفسي رأياً آخر ذُكر أعلاه !
أقيمت صلاة العشاء وكان إمامها يكمل قراءته لأجزاء القران والذي يستعد لختمه ، صوته كان مختلفاً ومميزاً . وبعد أن إنتهت الصلاة سألت صديقي : هل سيصلي بنا التراويح ؟!
قال نعم .
في كثير من صلواتي للتراويح القليلة أنسى أني في صلاة لأني لحظتها أسبح في عوالم كثيرة بعيداً عن المسجد ، لا يعيدني اليه الا لحظة التسليم لحظتها أكون أسير صراع ٍعنيف بيني وبين نفسي في ان أكمل صلاتي أو أخرج وكثيراً ما تنتصر نفسي !
صلاتي العشاء معه أجبرتني لا شعورياً أن أؤجل نيتي بضرورة المغادرة لضيق وقتي وقلت تسليمة واحد أصليها لن تؤخرني ! وجدتني أكمل معه كل صلاة التراويح ولو قضى الليل كله لقضيته معه ..!
تلك الليلة كأني أسمع القرأن لأول مرة ..!
رغم أن عمري مضى ..
الا أني لأول مرة ـ وأقولها صادقاً ـ أشعر بروحانية عظيمة وغير عادية لم تمر عليّ طوال حياتي ولا حتى في حرم الله !!
وأنتهت الصلاة سريعاً وتمنيت أنها لم تنته ِ ...!


أعلم فضل ليلة القدر وأنها ليلة تقدّر فيها حوادثنا الى الليلة من العام القادم
ويجب أن نجدّ فيها بالدعاء والعمل لذا نحن نتحراها ولا نعلم وقتها ..
ولأن علمها غيبي وأمرها عند الله سبحانه وأخفى علمها للحث على العمل بها
وجعل لها علامات يتفق عليها ويختلف ، لم أعر هذه الغيبيات والماورائيات إهتمام الا أن ما حدث لي يجعلني أسألكم ، هل كانت ليلتكم مختلفة عن باقي الليالي مثل ما كانت مختلفة بالنسبة لي...؟!!

فهد عبدالرحمن العوض
الأسياح 1433

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق